محمد الأفخم : مهرجان الفجيرة للمونودراما هدية إلى عشاق المسرح

في الصباح، يستيقظ في السابعة ، فلديه يوم حافل في بلدية الفجيرة كونه يرأس مؤسستها الصاخبة ، وسيكون أمامه بالتالي يوم عمل طويل لإنهاء أمور المراجعين ، وفي المساء وبعد الانتهاء من البلدية عليه أن يتفرغ لبعض القضايا الثقافية والمسرحية، فهناك بنى تأسيسية وتحتية لا بد أن يكون مشرفا عليها إلى جوار صديق طفولته محمد الضنحاني وكلاهما حينما يلتقيان ، فثمة خير يتحدثان عنه لمستقبل الفجيرة …

المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة وهو العمل الذي يقوم به نتيجة دراسته الجامعية وباقي المناصب الأخرى لعلاقته الوطيدة بالمسرح والشعر الذي يرفض أن ينشره ، مضيفا أنه يحتفظ به لنفسه .. ويرأس الأفخم رابطة الممثل الواحد العالمية وهو عضو المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح ، ناهيك عن إدارته لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما والذي يعقد كل سنتين في إمارة الفجيرة وضمن خطة طموحة تم البدء بتنفيذها منذ حوالي سبع سنوات تقريبا بقصد جعل الفجيرة عاصمة ثقافية مسرحية وسياحية .

لم يطل الوقت حتى عرف هذا المهرجان كأحد أبرز المهرجانات المسرحية الدولية الاختصاصية بفن المونودراما الذي يعتبر أحد أصعب الفنون الأدائية نظرا لاعتماده على الممثل الواحد ، والمهرجان الذي تشرف عليه وتنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام يعتبر نقطة استقطاب مديري المهرجانات العربية والدولية والفنانين والمهتمين بالمسرح من كل أنحاء العالم لذا من الطبيعي أن يكون هناك عيد في إمارة الفجيرة وفي دبا الفجيرة تحديدا وقت إنعقاد المهرجان ..

المهرجان سيحتفل بالدورة الخامسة مطلع العام المقبل وهذا بحد ذاته يعد موعدا مع كم من العروض والنصوص التي قدمت لهذا المهرجان الذي يكشف لنا الأفخم عن بعض أسراره وتفاصيله في هذا اللقاء ..

قلت قبل حوارنا معك أن هناك أسرارا كثيرة تخبؤها المرحلة المقبلة من عمر مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ..هل لك أن تطلعنا على بعضها ..؟

إذا أخبرتكم بها كلها ما عاد يمكن أن نقول أنها أسرار ولكن لا بأس أن أشير إليكم ببعضها ، وبداية لا بأس أن نشير أن ثماني دول عالمية قد أكدت مشاركتها معنا في الدورة المقبلة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما وهي الدول الأكثر فاعلية في مجال هذا الفن المسرحي الصعب ومنها انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وايطاليا والصين واليابان والهند وثمة دول أخرى سيكون لها شرف المشاركة للمرة الاولى ، وأعتقد ان هناك قضايا تنظيمية مثلا سنعلن عنها بعد اشهر قليلة تتعلق بالمشهد العام للمونودراما .

ألا تلاحظون أنكم بدأتم التحضير مبكرا للمونورداما على الرغم من أن هناك ثمانية أشهر تقريبا لهذه الفعالية الأشهر في الفجيرة ؟

ربما لا تعلمون أننا بدأنا التحضيرات قبل نحو عام من الآن وهذا هو أسلوبنا وطريقة تعاطينا مع هذا الحدث الذي نراه استثنائيا في المنطقة العربية والإقليمية ، أيضا وخلال فترة قصيرة صار له أصدقاء كبار ومبدعون ونحن نفخر به ونفخر بهذا الانجاز الذي تحقق ، أما عن عملنا مبكرا بهذا المهرجان فهو عبارة عن دليل عمل اخترناه وثمة مراسلات أجريناها مع أكثر من ستين دولة وتلقينا الكثير من الأعمال المسرحية التي ترغب بالمشاركة معنا وعلى الأقل لدينا الآن ما يزيد عن سبعين عملا مسرحيا من كل أنحاء العالم ومن الوطن العربي هناك نصفهم تقريبا ، مؤكدين أننا سنختار ما معدله عشرين عرضا تقريبا من خلال لجان مشاهدة خبيرة ونوعية .

علمنا أن هناك مجالا لتوزيع جوائز على العروض الثلاثة الأولى من خلال لجنة تحكيم اختصاصية لهذا الموضوع ؟

هذه واحدة من الشائعات التي تسعدنا ، لقد تحدثت مع نائب مدير هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الصديق محمد سعيد الضنحاني والذي يرأس المهرجان أصلا حول هذا الأمر ، وعبر عن رغبته أن يكون ذلك ، ولكن ثمة مشكلة في طبيعة الجوائز التي ستفقد هذا المهرجان حيويته وجماله وحجم المشاركة العالية فيه وبالتالي خصوصيته، على العموم هناك خطوات ربما تكون أهم من موضوع الجوائز بالنسبة للمشاركين في هذه الدورة ونعدكم أن نعلن عنها تباعا .

يحكى أن مسابقة نصوص المونودراما التي أعلنتم عنها قبل دورتين بالتزامن مع مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما فيها هذا العام ما يزيد عن ثمانين نصا عربيا من مختلف أنحاء الوطن العربي …هل هذا الرقم كان في حساباتكم ؟

حقيقة هناك الكثير من الأشياء التي فاجأنا بها هذا المهرجان الذي كان طفلا ولا نعرف كيف سيكبر ولكن قدمنا له كل ما باستطاعتنا كي ينمو بطريقة صحيحة وهذا الرقم الذي تتحدث عنه هو رقم كبير ولم نكن نعلم أن هذا الرقم سيكون لهذه الدرجة ، عموما العام المقبل نجهز أنفسنا لرقم أكبر والهيئة الاختصاصية التي تشرف على تحكيم النصوص الثمانين والمؤلفة من الأستاذ أسعد فضة والأستاذ يسري الجندي والمخرج عبد الكريم برشيد والأستاذ حاتم السيد سيلتقون قريبا في القاهرة ثم في الفجيرة من أجل الإعلان عن النتائج ثم توزيع الجوائز في حفل افتتاح الدورة المقبلة .عموما نسعى لأن تكون الدورة المقبلة هي تظاهرة التظاهرات بالنسبة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما .

هل ترغبون بإحياء الأعمال اللافتة للمونورداما والقديمة في الوطن العربي ؟

طرحنا الفكرة هذا العام مع الفنان القدير أسعد فضة وحقيقة وافق عليها على اعتبار أنه قدم أقدم مونودراما عربية معروفة عام 1978 وكانت بعنوان «يوميات مجنون» ونحن ننتظر بعض الدعوات التي أطلقناها قبل شهر لعدد من الباحيثين والمؤرخين المسرحيين العرب كي يزودونا باقتراحاتهم حول هذا الأمر حتى تكتمل الرؤيا ويكون بإمكاننا الخوض في هذا المشروع المهم .

وماذا عن حفل الافتتاح الذي يعتبر رسالة فنية وفكرية واضحة من قبلكم تعبيرا عن الفجيرة والمهرجان كل عام ؟

نسعى لأن يكون حفل الافتتاح ذات صيغة إعلامية فنية انطلاقا من أفكارنا المحلية وبناء عليه هناك تواصل مع بعض المخرجين والفنانين العرب والعالميين لهذا الغرض وسيجري الافتتاح كما هو مقرر له على سفح قلعة الفجيرة في الهواء الطلق بحيث يكون بالإمكان توفير مكان خاص لاحتفالية كبرى .

كنتم قد أعلنتم أن الافتتاح سيكون على شاطئ البحر ..؟

نحن لم نعلن سمعنا بهذا الكلام قبل الآن ونعتقد أن ما يقال وما سيقال هو جزء من طموحاتنا التي نأمل أن نلبيها وأن نرقى من خلالها لمستوى مهرجان الفجيرة ولمستوى عطاء الفجيرة .

كيف توفق بين عملين مختلفين تماما احدهما يتعلق بالبلدية ولغة الارقام وإصلاح الطرقات ومتابعة المراجعين والعمل الأخر عمل فني مسرح وممثلين ومهرجانات وهيئة دولية للمسرح وما إلى ذلك ..كيف تجد الوقت لذلك ؟

التنظيم بالوقت بين كلا العملين هو الأهم بالنسبة لي وهناك طاقم موظفين أعتز به يقف إلى جانبي في كل الحالات ولا أجزم أنني أوفق تماما ولكنني أسعى لأن يكون الأمر كذلك ولعل المسرح والفن والثقافة هو النافذة التي أدخلها لأعطر روحي كل يوم ولتزداد عزيمتي وثقتي بعملي الرقمي والخدمي في الصباح إنها معادلة كانت صعبة وغالبا ما يستوقفني أصدقائي الأوروبيين والأميركان ليسألوني عن إمكانية التوفيق بين كلا الأمرين وأجيبهم كما أجبتكم الآن .

إلى أي حد ارتبطت صداقتكما أنت ومحمد سعيد الضنحاني خدمة للفجيرة ؟

قبل أن أتحدث عن صداقتنا ثمة ما يجب الحديث عنه في الفجيرة ، فنحن لا نستطيع أن نقدم شيئا لولا الدعم المطلق الذي قدمه ويقدمه كل يوم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة والثقة التي يوليها لكل أبناء الفجيرة في تطوير بيئتهم وواقعهم ، وهناك إشراف ومتابعة من قبل سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي العهد والمتابع لكل التفاصيل اليومية ومعه غالبا ما تكون النقاشات والعناوين العريضة للعمل اليومي وبفضل الحب الذي يقدمه سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس دائرة الفجيرة للثقافة والإعلام لما كان هناك مشاريع ثقافية ومسرحية تطويرية ..والحمد لله نحن نعمل من وحي هذا الدعم المطلق والثقة الغالية التي نأمل أن نصل إليها ونرتقي إلى مصافها ، ولعل العلاقة الوطيدة التي تربطني بصديقي وأخي محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري منذ الطفولة قد مهد لشراكة مهنية وإبداعية في العمل معا في مختلف المشاريع التطويرية الثقافية للفجيرة والتي بنجاحها نعتقد أننا نمشي على الطريق الصحيح .

المصدر : البيان 12 ابريل 2011